وَضّاحُ‮ ‬وفَضاءُ‮ ‬البَنَفْسَج

محمد عبد السلام منصور

تتَخَطَّفُ‮ ‬عَيْناكِ‮ ‬رُوْحي
فيَلْفَحُها اللَّهَبُ‮ ‬العَذْبُ
يَأْخُذُها الخَدَرُ‮ ‬المُسْتَحِيلُ
إلي عالَمِ‮ ‬الغَيْبِ
يَنْقَدِحُ‮ ‬الحُبُّ‮ ‬في‮ ‬جَسَدَيْنا بَرِيقاً
يُكَهْرِبُ‮ ‬أعْصابَنا
نَتَماهَي،‮ ‬نَذُوبُ‮ ‬ونَفْنَي
ويَفْنَي الوُجُودُ
فتُنْعِشُ‮ ‬عَيْناكِ‮ ‬فِيْنا الهَوَي ثانِياً
ثُمَّ‮ ‬نَأْتي
علي نَجْمَةِ‮ ‬الحُبِّ‮ ‬مِلْءَ‮ ‬الحَياةِ
فتَهْجُمُ‮ ‬عَيْناكِ،‮ ‬يَخْطِفْنَني‮ ‬
‮> > >‬
جِنَّةٌ،‮ ‬أنْتِ‮ ‬خاطِفَتي
وبَهِيجٌ‮ ‬غِيابي
فلا تَرْفَعي‮ ‬الطَّرْفَ‮ ‬عَنْ‮ ‬ناظِريَّ
دَعي‮ ‬خَيْلَهُ‮ ‬عادِياتٍ
يُؤَجِّجْنَ‮ ‬نارَ‮ ‬الجَوانِحِ
واحْتَرِقي؛ تُحْرِقِيني
ضَعِينا علي اللَّهَبِ‮ ‬العَذْبِ
دَعي‮ ‬الحُبَّ‮ ‬مُشْتَعِلاً‮.‬
‮> > >‬
لِماذا التَّهَرُّبِ‮ ‬بالطَّرْفِ
قَدْ‮ ‬أحْرَقَتْ‮ ‬نارُهُ‮ ‬داخِلي‮ ‬كُلَّ‮ ‬حِصْنٍ‮ ‬وَسُورٍ
فلا تَتْرُكي‮ ‬نِعْمَةَ‮ ‬النّارِ‮ ‬والنُّورِ
فالنّارُ‮ ‬صادِقَةُ‮ ‬الحُبِّ
والنُّورُ‮ ‬يَنْبُعُ‮ ‬مِنْ‮ ‬أعْيُنٍ‮ ‬في‮ ‬الفُؤادِ
هُوَ‮ ‬الحُبُّ
ما بَيْنَنا طائِرٌ‮ ‬ذَهَبِيُّ‮ ‬المُنَي
يَتَغَنَّي فتُورِقُ‮ ‬في‮ ‬اللَّيْلِ‮ ‬أقْمارُنا
يُزْهِرُ‮ ‬الصُّبْحُ‮ ‬في‮ ‬روحِهِ
فدَعِيْنا نُغَنّي‮ ‬مَعَ‮ ‬الحُبِّ‮.. ‬هَيّا
حَرامٌ‮ ‬عَلَيْنا نُشَرِّدُهُ
وَهْوَ‮ ‬ما زالَ‮ ‬يَطْفُرُ‮ ‬في‮ ‬زَغَبٍ‮ ‬كالحَرِيرِ
أنَذْبَحُهُ؟
قَبْلَ‮ ‬أنْ‮ ‬يَتَرَنَّمَ‮ ‬في‮ ‬جَنَّةِ‮ ‬العاشِقِينَ
حَرامٌ‮ ‬عَلَيْنا‮.. ‬حَرامٌ
فلا تَهْرُبي
وانْظُري
إنَّ‮ ‬عَيْنَيْكِ‮ ‬طاغِيَتانِ‮ ‬كَما الحُبُّ
والشَّوْقُ‮ ‬فَجْرٌ‮ ‬حَزِينٌ
هُوَ‮ ‬الحُبُّ‮ ‬جاءَ‮ ‬إلَيْنا ليَحْيا
فلا تَتْرُكِيهِ‮ ‬ليَشْقَي بِنا
إنَّهُ‮ ‬جاءَ‮ ‬يَحْكُمُنا طاغِياً
إنَّهُ‮ ‬الحُبُّ‮ ‬سَيِّدَتي
قَدْ‮ ‬أتَي قَدَراً‮ ‬لا‮ ‬يَمُوتْ‮.‬
‮> > >‬
حَبِيبي‮ ‬اتَّئِدْ؛
فأنا‮ ‬يا حَبِيْبي‮ ‬مُمَلَّكَةٌ
إنَّ‮ ‬صَكّي‮ ‬غَشُومٌ‮ ‬يُذِلُّ‮ ‬النِّساءَ
وصاحِبُهُ‮ ‬مَلِكٌ‮ ‬بَدَوِيُّ‮ ‬الغَرائِز
في‮ ‬ظِلِّهِ‮ ‬يَعْصِمُ‮ ‬الجارِياتِ
مِنَ‮ ‬الحُبِّ
حينَ‮ ‬يُغارُ‮ ‬عَلَيْنا
مِنَ‮ ‬الرِّيحِ‮ ‬والظِّلِّ‮ ‬يَذْبَحُنا
ويُجَدِّدُ‮ ‬أيّامَهُ‮ ‬بالصَّبايا‮..‬
البَهِيَّةُ‮ ‬إنْ‮ ‬عَشِقَتْ‮ ‬مَرَّةً
عِنْدَهُ‮ ‬صَكُّها
وتُكَنّي بِـ(أُمِّ‮ ‬البَنِيْنْ‮)‬
إنَّهُ‮ (‬دُنْجُوانٌ‮)‬
يُذِيبُ‮ ‬الغَواني‮ ‬هَوَيً‮ ‬في‮ ‬هَواهُ
‮> > >‬
حَبِيبي‮ ‬ادْنُ‮ ‬مِنّي
إذا طَلَعَ‮ ‬الصُّبْحُ،‮ ‬شَمْساً
أوِ‮ ‬اسْقُطْ‮ ‬سُقُوطَ‮ ‬النَّدَي
أنْتَ‮ ‬صُنْدُوقُ‮ ‬رُوْحي
حَبِيبي‮ ‬ادْنُ‮ ‬مِنّي
نُسَلِّمُهُ،‮ ‬يا حَبِيبي
نَطِيرُ‮ ‬إلي جَنَّةِ‮ ‬اللهِ
نَغْسِلُ‮ ‬أيّامَنا بمِياهٍ
تَقَدَّسَها رَبُّنا بالمَحَبَّةِ
نَشْرَبُها عَذْبَةً‮ ‬كالأثِيرِ
‮> > >‬
دَنَتْ‮ ‬تَتَثَنَّي
علي جَسَدٍ‮ ‬ناصِعٍ
كفَضاءِ‮ ‬البَنَفْسَجِ
ألْقَتْ‮ ‬إليَّ‮ ‬بعَيْنَيْنِ
أشْهَي مِنَ‮ ‬العِشْقِ،‮ ‬أبْهَي
تَبَسَّمَتا فتَرَقْرَقَتِ‮ ‬الرِّيحُ
عِطْراً‮ ‬علي نَغْمَةِ‮ ‬النّايِ
واللَّيلُ‮ ‬تَسْبيحَةٌ‮ ‬في‮ ‬عُيُونِ‮ ‬الوُرُودِ
دَنَوْتُ‮ ‬إلي عَرْشِها
راعِشاً‮ ‬يتَلَعثَمُ‮ ‬حُبّي
وفَتَّحْتُ‮ ‬أشْواقَهُ‮ ‬بُرْعُماً،‮ ‬بُرعُماً
فتَلأْلأَ‮ ‬في‮ ‬مُقْلَتَيْها الهَوَي
حينَ‮ ‬أوْحَتْ‮ ‬إليَّ‮ ‬بأنْ‮ ‬قَشِّرِ‮ ‬الرُّوحَ
مِنْ‮ ‬خَوْفِها المُتَراكِمِ
واخْلَعْ‮ ‬عَنِ‮ ‬القَلْبِ‮ ‬ثَوْبَ‮ ‬الأسَي
اسْكُنْ‮ ‬إلي جَنَّةِ‮ ‬الحُبِّ
يا أجْمَلِ‮ ‬المُتْعَبِينَ
وطَهِّرْ‮ ‬فُؤادَكَ‮ ‬مِنْ‮ ‬ظُلْمَةِ‮ ‬اليَأسِ
وادْخُلْ‮ ‬إلي جَسَدي‮ ‬كَوْكَباً
دافِقَ‮ ‬الغَيْمِ
إنَّ‮ ‬تَبارِيْحَهُ
مُنْذُ‮ ‬أنْ‮ ‬جاءَ‮ ‬كانَتْ‮ ‬مُرَتَّبَةً‮ ‬لَذَّةً،‮ ‬لَذَّةً‮ ‬لهَواكَ؛
فعَلَّمَني‮ ‬كَيْفَ‮ ‬أُبْقِيهِ‮ ‬تُفّاحَةً
وأُعَتِّقُ‮ ‬مِلْءَ‮ ‬مَساماتِها
خَمْرَةَ‮ ‬العِشْقِ‮ ‬مَخْتُومَةً
لَكَ‮ ‬وَحْدَكَ‮ ‬يا سَيِّدَ‮ ‬العاشِقِينْ‮.‬

 
أنشأ هذا الموقع ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى