تتَخَطَّفُ عَيْناكِ رُوْحي فيَلْفَحُها اللَّهَبُ العَذْبُ يَأْخُذُها الخَدَرُ المُسْتَحِيلُ إلي عالَمِ الغَيْبِ يَنْقَدِحُ الحُبُّ في جَسَدَيْنا بَرِيقاً يُكَهْرِبُ أعْصابَنا نَتَماهَي، نَذُوبُ ونَفْنَي ويَفْنَي الوُجُودُ فتُنْعِشُ عَيْناكِ فِيْنا الهَوَي ثانِياً ثُمَّ نَأْتي علي نَجْمَةِ الحُبِّ مِلْءَ الحَياةِ فتَهْجُمُ عَيْناكِ، يَخْطِفْنَني > > > جِنَّةٌ، أنْتِ خاطِفَتي وبَهِيجٌ غِيابي فلا تَرْفَعي الطَّرْفَ عَنْ ناظِريَّ دَعي خَيْلَهُ عادِياتٍ يُؤَجِّجْنَ نارَ الجَوانِحِ واحْتَرِقي؛ تُحْرِقِيني ضَعِينا علي اللَّهَبِ العَذْبِ دَعي الحُبَّ مُشْتَعِلاً. > > > لِماذا التَّهَرُّبِ بالطَّرْفِ قَدْ أحْرَقَتْ نارُهُ داخِلي كُلَّ حِصْنٍ وَسُورٍ فلا تَتْرُكي نِعْمَةَ النّارِ والنُّورِ فالنّارُ صادِقَةُ الحُبِّ والنُّورُ يَنْبُعُ مِنْ أعْيُنٍ في الفُؤادِ هُوَ الحُبُّ ما بَيْنَنا طائِرٌ ذَهَبِيُّ المُنَي يَتَغَنَّي فتُورِقُ في اللَّيْلِ أقْمارُنا يُزْهِرُ الصُّبْحُ في روحِهِ فدَعِيْنا نُغَنّي مَعَ الحُبِّ.. هَيّا حَرامٌ عَلَيْنا نُشَرِّدُهُ وَهْوَ ما زالَ يَطْفُرُ في زَغَبٍ كالحَرِيرِ أنَذْبَحُهُ؟ قَبْلَ أنْ يَتَرَنَّمَ في جَنَّةِ العاشِقِينَ حَرامٌ عَلَيْنا.. حَرامٌ فلا تَهْرُبي وانْظُري إنَّ عَيْنَيْكِ طاغِيَتانِ كَما الحُبُّ والشَّوْقُ فَجْرٌ حَزِينٌ هُوَ الحُبُّ جاءَ إلَيْنا ليَحْيا فلا تَتْرُكِيهِ ليَشْقَي بِنا إنَّهُ جاءَ يَحْكُمُنا طاغِياً إنَّهُ الحُبُّ سَيِّدَتي قَدْ أتَي قَدَراً لا يَمُوتْ. > > > حَبِيبي اتَّئِدْ؛ فأنا يا حَبِيْبي مُمَلَّكَةٌ إنَّ صَكّي غَشُومٌ يُذِلُّ النِّساءَ وصاحِبُهُ مَلِكٌ بَدَوِيُّ الغَرائِز في ظِلِّهِ يَعْصِمُ الجارِياتِ مِنَ الحُبِّ حينَ يُغارُ عَلَيْنا مِنَ الرِّيحِ والظِّلِّ يَذْبَحُنا ويُجَدِّدُ أيّامَهُ بالصَّبايا.. البَهِيَّةُ إنْ عَشِقَتْ مَرَّةً عِنْدَهُ صَكُّها وتُكَنّي بِـ(أُمِّ البَنِيْنْ) إنَّهُ (دُنْجُوانٌ) يُذِيبُ الغَواني هَوَيً في هَواهُ > > > حَبِيبي ادْنُ مِنّي إذا طَلَعَ الصُّبْحُ، شَمْساً أوِ اسْقُطْ سُقُوطَ النَّدَي أنْتَ صُنْدُوقُ رُوْحي حَبِيبي ادْنُ مِنّي نُسَلِّمُهُ، يا حَبِيبي نَطِيرُ إلي جَنَّةِ اللهِ نَغْسِلُ أيّامَنا بمِياهٍ تَقَدَّسَها رَبُّنا بالمَحَبَّةِ نَشْرَبُها عَذْبَةً كالأثِيرِ > > > دَنَتْ تَتَثَنَّي علي جَسَدٍ ناصِعٍ كفَضاءِ البَنَفْسَجِ ألْقَتْ إليَّ بعَيْنَيْنِ أشْهَي مِنَ العِشْقِ، أبْهَي تَبَسَّمَتا فتَرَقْرَقَتِ الرِّيحُ عِطْراً علي نَغْمَةِ النّايِ واللَّيلُ تَسْبيحَةٌ في عُيُونِ الوُرُودِ دَنَوْتُ إلي عَرْشِها راعِشاً يتَلَعثَمُ حُبّي وفَتَّحْتُ أشْواقَهُ بُرْعُماً، بُرعُماً فتَلأْلأَ في مُقْلَتَيْها الهَوَي حينَ أوْحَتْ إليَّ بأنْ قَشِّرِ الرُّوحَ مِنْ خَوْفِها المُتَراكِمِ واخْلَعْ عَنِ القَلْبِ ثَوْبَ الأسَي اسْكُنْ إلي جَنَّةِ الحُبِّ يا أجْمَلِ المُتْعَبِينَ وطَهِّرْ فُؤادَكَ مِنْ ظُلْمَةِ اليَأسِ وادْخُلْ إلي جَسَدي كَوْكَباً دافِقَ الغَيْمِ إنَّ تَبارِيْحَهُ مُنْذُ أنْ جاءَ كانَتْ مُرَتَّبَةً لَذَّةً، لَذَّةً لهَواكَ؛ فعَلَّمَني كَيْفَ أُبْقِيهِ تُفّاحَةً وأُعَتِّقُ مِلْءَ مَساماتِها خَمْرَةَ العِشْقِ مَخْتُومَةً لَكَ وَحْدَكَ يا سَيِّدَ العاشِقِينْ.
|