لقاء الغرباء

للشاعر / فاروق جويدة

علمتني الأشواقَ منذ لقائنا

فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر

وشدوتُ لحناً في الوفاءِ .. لعله

ما زال يؤنسني بأيامِ السهر

وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما

مضت السنينُ أراهُ دوماً .. يزدهر

وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي

يوماً ودعتُ المتاعبَ والسفر

وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ

وغفرتُ للدنيا .. وسامحتُ البشر

...

علمتني الأشواقَ كيف أعيشُها

وعرفتُ كيف تهزني أشواقي

كم داعبت عينايَ كل دقيقةٍ

أطياف عمرٍ باسمِ الإشراقِ

كم شدني شوق إليكِ لعله

ما زال يحرق بالأسى أعماقي

...

أو نلتقي بعد الوفاءِ .. كأننا

غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا

يا من وهبتُكِ كل شيء إنني

ما زلتُ بالعهد المقدسِ .. مؤمنا

فإذا انتهت أيامُنا فتذكري

أن الذي يهواكِ في الدنيا .. أنا

ورثة إبليس

للشاعر /أحمد مطر

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة

صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه

".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه

ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،

فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،

لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه

وغاية الخشونة ،

أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،

كم مرة في العام توقظونه ،

كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،

أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،

دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،

لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه

****************

أمنية

شعر : روزالزهراء فلا


وارتديت الثوب الذى تهواه
ووضعت العطر فواحاً شذاه
وتلمست الدرب أمنية
لا تبلغ منتهاه
وبحثت عنك سراباً ينادى
فلا أسمع صداه
فعدوت ألملم أشلاء نفسى
سيقانا ثقيلة

وأيادٍ وجباهٍ وشفاه

وألقيت الثوب الذى ادعيت

أنك تهواه
وصرخت فى ألم وا حسرتاه

قصيدة الشعر أصله دم للشاعر فتحى البريشى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 الشعر أصله دم


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


شعر : فتحى البريشى


 
ومسكت قلمي الجاف من وسطه.. و..



.. حاولت اكتب.. يزعل..!!



.. وصفعني فوق وجهي اللي جف..!!



وأنا عمر حرف الكلمة في شعري ما خاف-



... زي النهاردة.. وارتجف..!!



يا.. حسرتي.. ع- السندباد- قلمي..



حسرة عليك يا سندباد..



نشفت عيون البحر



.. أكل الملح مجاديفك..



وسمعت صوتك نحيب ساكت



لميت فوارغ بارود مضروب..



- من جتة الشاطر حسن- خالك-



جالك ملاك الشعر ملفوف بالسّواد..



وف عزّ عزّ الصمت من حواليك يا ولدي.



.. زامت كلاب الليل



.. بصوت مقتول..



سقط الحجر.. ع البلاط من إيدك اتفجّر..!!



.. ردّت شظاياه في جسدك



فاضت عيون الدم في- الرملة-



رشّت عيون- القدس- ينابيعك:



.. أشباح فوارس.. سنّ ست سنين..!!



يا.. حسْرتي...



ع السندباد لما عطش للنوم..



فضّل ينام علي نوبة الصحيان..!!



"توت.. تو..ت.. تو.. و.. ت....



...تو.. و .. و .. ت .."



.. صبح السرير مقبرة



والمرتبة تابوت..



أنا قلت: دا.. موش موت..!!



.. ولا حتي يبقي سكوت..!!



ومسكت قلمي الجاف من وسطه..



.... وبلليته..



من دمك المطرود من الشرايين.



كتب القلم باختصار:


"... ملعون أبوك يادم..!!



.. لو.. ح تذلّني...!!



ملعون أبوك.. يا.. دم..!



.......!!


 

المرأة الاستثناء

شعر : محمد الشهاوى


لينهمرِ الشعرُ بالأغنيات الجديدة بين يديها

طويلاً..

طويلا .
ألا ..

و ليؤسس ( على قدرها)

لغةً

و عروضاً جديدينِ

يستحدثانِ مقاييس أخرى

..
و ذائقة ..

و عقولا .

هي امرأةٌ تشبه الشمسَ ..

إلا أفولا
.
على شاطيء الألق المترقرقِ..
مفعمةً بلهيب الوضاءةِ ،

مترعةً بأريج الأنوثة ..

تُسلم أعضاءَها ليد السحماذا يقول لسان المزاميرِ عنها

إذا ما أراد لنا أن يقول
هي امرأةٌ تشبه المستحيلا

هي امرأةٌ يشرب النورُ.

من قدميها ( اللتين تشعَّانِه

هاطلات السنا

و الندى

كي يبل الصدي
و المغني .. هنالك محتدماً بأوار التراتيلِ ..

يرسلُ اللانهائيَّ في مقلتيه

بريد المواويل
و هو يناغمُ رقرقة الضوءِ إذ يتدحرجَ

فوق جبال المدى
ليصافح في وجنتيها الصباح الجميلا


*******

و سيدة النورِ تعلمُ :

أن القصائدَ..
مفتاح باب الدخولِ .
إلى باحةِ المطلق المتهللِ

آهٍ .. و إني أود الدخول


*****
هي امرأةٌ.

لم تراود سوى الحلمِ عن نفسِهِ ..
و فتاها .

تَوَزَّعَهُ الحلمُ \ وَحَّدَهُ
و الشذا
و الجوي
و النحولا

فأترع كل الجهاتِ أفاويقَ وجد
بهِ ما بهِ من ضنىً لن يحولا

أجل ..
إنه موقف الشوقِ ..
و التوقِ ،
و السهدِ

و الوجدِ..

و الشدو..

و الشجوِ،

فلتشهدي يا جميع المواقيتِ ..

أن المغني ..

ما زال في حضرة الشوْفِ

يتلو كتاب صباباتِهِ ،

و فِدى من أحبَّ

يموت قتيلا



*******

و يا سيدي الوجدَ

إن لنا موعداً ( عقدته العيون ُ)

و وثَّقهُ الصمتُ

و الصمت أصدق قيلا
أحبك يا سيدي الوجدَ

يا ذا الخليل الذي


..
لم يمل الخليلا.

أحبكَ..

فاكتب إلى العمر أغنيتي

علهُ ..

ـ رحمةً بالمحبين ـ

ألا يزولا

هي امرأةٌ تشبه المستحيلا


*******


هي امرأةٌ ..

قد تفرغت المعجزاتُ لتشكيلها

و المقاديرُ ..

دهراً طويلا



*******


هي امرأةٌ ..

و جميع النساءْ

سواها ادعاءْ

لها البحر من قبل بلقيس عرشٌ

و كل المياه إماء

يخاصرها الموجُ في نهمٍ

ممعناً في الصبابة جيلاً ..

فجيلا
*******

أقايضها ..
بدمي

و جميع دفاتر شعري
..
مقابلَ

..

أن أتريض عبر فراديس أبْهائها

أن أجوس خلال أقاليم لألائها

أن أسوح بأغوار أغوار آلائها ..
أو أجولا

*******
أقايضها بدمي

و جميع دفاتر شعري

مقابل أن أتملى مفاتنها بكرةً

و أصيلا

*******

هي امرأةٌ ملء أعطافها عبقٌ

يستدل عليها به من يود الدليلا

هي امرأة تشبه المستحيلا
*******

هي امرأة
..
ليس لي أن أسميها

أو أكَّني
لطلعتها القلب

..
يرقص حيناً ،

و حيناً يغني

و هْيَ من لا يشابهها غيرها
إن أردت المثيلا

*******

هي امرأة تشبه المستحيلا
هي امرأة تشبه المستحيلا

*******

البحث عن وردة الصقيع

للشاعر صلاح عبد الصبور
البحث عن وردة الصقيع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبحثُ عنك في ملاءة المساء

أراك كالنجوم عاريه

نائمة مبعثره

مشوقة للوصل والمسامره

واقتداح الخمر والغناء

وحينما تهتزُ أجفاني

وتفلتين من شباك رؤيتي المنحسره

تذوين بين الارض والسماء

ويسقط الاعياء

منهمرا كالمطره

على هشيم نفسي الذابلة المنكسره

كأنه الإغماء

أبحث عنك فى مقاهي آخر المساء والمطاعم

أراك تجلسين جلسة النداء الباسم

ضاحكة مستبشره

وعندما تهتز أجفاني

وتفلتين من خيوط الوهم والدعاء

تذوين بين النور والزجاج

ويقفز المقعدُ والمائدة الهباء

ويصبح المكان خاوياً ومعتماً

كأنه الصحراء

أبحث عنك في العطور القلقه

كأنها ُتطل من نوافذ الثياب

أبحث عنك في الخطى المفارقه

يقودها إلى لاشئ ،لا مكان

وهم الانتظار والحضور والغياب

أبحث عنك في معاطف الشتاء إذ ُتلف

وتصبح الاجسام في الظلام

تورية ملفوفه ، أو

نصبا ً من الرصاص والرخام

وفي الذراعين اللتين تكشفان عن منابت الزغب

حين يـُهل الصيف

ترتجلان الحركات الملغزه

وتعبثان في همود الموت والسموم والرخام

حين يدور العام

أبحث عنك في مفارق الطرق

واقفة ، ذاهلة ، في لحظة التجلى

منصوبةً كخيمة من الحرير

يهزها نسيم صيفٍ دافئ ،

أو ريح صبح ٍِ غائم ٍِ مبللٍ مطير

فترتخى حبالها ، حتى تميل في انكشافها

على سواد ظلي الاسير

ويبتدي لينتهي حوارنا القصير

سأصمت يأسا

للشاعرة / فاطمة الزهراء فلا


سأصمت حين
يشتد البرد فى شتاء طوبة

تزحف على أطرافى الرطوبة

أرى الجدار يسقط ألف طوبة

سأصمت حين.....


أرى الورد تأكله العطوبة
أرى فى جوابى شبه صعوبة

سأصمت

لو أتيت يوماً تقول افترقنا

أو فى طيات النسيان نسينا

وإن رحنا وإن غدونا

تجىء وتجىء تشكى

كيف بكل هذا الحب ننتهى ؟

بل بالفعل انتهينا

ونحن كم بأنفسنا للنار ألقيتا

واليوم بلا رحمة

تتوه ... بين الوجوه

بين الخطى بين الكلام

حتى السلام هو الآخر

يتوه فى دنيا الفراق

نخفيه فى الأعماق

بين الروح والقلب

بين الجنب والجنب

كل هذا يجعلنى

أصمت يأساً

همساً ...لمساً

فى هذا الكون

عشاق ذهبوا ... عشاق يأتوا

سأصمت

لو أرى خطأ أمامى

لو تبعثرت أيامى

لو داهمتنى آلامى

سأصمت ولن أقول آه

فقولها يجعلك منى تسخر

وبقلبى ماعدت تشعر

وبهمستى ما عدت تفكر

فأنت تريدنى حسناء

وآه لو أصبحت صفراء

ستهرب ومن نيل جديد ستشرب

وفى غيرى سترغب وتمرح وتلعب

لذلك سأصمت

وأقتل كلماتى وأسكت

سأصمت

صدقنى سأصمت

لا تخشى منى .. لا تبتعد عنى

واقترب منى

نادى الحلم من ليلى

يأتيك فرحاً


نادى الشوق من صدرى


يأتيك سحراً


نادى الحب من قلبى
يأتيك أمرا

نادى الأيام من عمرى

تأتيك عدوا.. نادى كل شىء

ولا تبحث عن أى شىء

فأنا فى هذا العالم

صامتة

حالمة

زائغة البصر .. ضائعة الشعر

عاشقة القمر وظل الشجر

ونجوى السهر

كل هذا أعشقه

بفكرى ... بعقلى ... بروحى

لا بحديثى وكلامى

لذلك دعنى أصمت


*******************

 
أنشأ هذا الموقع ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى