مات فيها الاحساس
والريح تزمجر
والقدس..ترتعد
من صوت الحراس
والأقصي ينتظر الحكم القاسي
في ليلة صمت وحشية تقطع فيها الأنفاس
ويسوع يصلي
وكنيسته لازالت
تترنم فيها الأجراس
أنهار الغضب الهادر
تسطع في قدس الأقداس
يا عرس الأعراس
محمول فوق نعوش الموتي
وأرواح لازات تنبض
بالأقدام تداس
في ليلة صمت وحشية
مات فيها الإحساس
في الصبح كان العصفور يزقزق
وكانت أمي تخبز
وكنت أنا بجوار الفرن أنام
في أمن وأمان
وأمي بيد تعطيني رغيفا وبالأخري أمان
هيا إلي مدرستك
سوف تتأخر
لم تدر أن أوان قطافي
قد حان
وحدي بين حقول القمح أسير
ورائحة الأرض تفوح برائحة العنبر
تتساقط من جيب قميصي حبات السكر
في لحظة لا أدريها
وجدت قميصي يتناثر لحما
وأنا المدهوش
من هول الصدمة
روحي تشهق رعبا
وامرأة ثكلي
من حولي تقفز
حملتني حملا
وضفائرها تصرخ قهرا
مات صغيري
ودمه ينزف نزفا
يا مري ياخبري الأسود
لو جاءت أمه عنه تسأل
هل أعطيها المر
أم أمنحها حبات السكر
البئر بدمه يتعكر
وبضع غمائم ريح
ترحل
وروحه المستكينة
مع الشهداء ما عادت تفكر